الزبير‭ ‬مهداد
الزبير‭ ‬مهداد

شهد‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالخصوص‭ ‬عدة‭ ‬أحداث‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬وشروط‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬لضمان‭ ‬العيش‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭.‬
الأزمة‭ ‬وسعت‭ ‬الشرخ‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬فتصاعد‭ ‬خطاب‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬وبالمقابل‭ ‬قوي‭ ‬خطاب‭ ‬الاحتجاج‭ ‬والتنديد‭ ‬في‭ ‬العواصم‭ ‬الإسلامية‭. ‬والاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬ليس‭ ‬جديدًا،‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يمنع‭ ‬التواصل‭ ‬ولا‭ ‬الحوار،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬فقد‭ ‬قوي‭ ‬التنافر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬فالبعض‭ ‬من‭ ‬المتشائمين،‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬شرق‭ ‬والغرب‭ ‬غرب‭ ‬ولا‭ ‬يلتقيان‮»‬‭ ‬حسب‭ ‬المقالة‭ ‬المشهورة‭. ‬ويرون‭ ‬أنه‭ ‬يستحيل‭ ‬تعايشهما‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬علاقة‭ ‬حضارية‭ ‬إنسانية‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬لأن‭ ‬الغرب‭ ‬أبان‭ ‬عن‭ ‬عدائه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬غزواته‭ ‬واحتلاله‭ ‬لبلاد‭ ‬المسلمين،‭ ‬وأيضا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زرع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬الإسلامية‭ ‬ودعمه‭ ‬وحمايته،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬جماعات‭ ‬إسلامية‭ ‬مسلحة،‭ ‬لا‭ ‬تتورع‭ ‬عن‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬العنف،‭ ‬لأجل‭ ‬لفت‭ ‬أنظار‭ ‬الغرب‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تغيير‭ ‬سياساته‭ ‬نحو‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭.  ‬
وفي‭ ‬الغرب‭ ‬أيضا،‭ ‬ظهر‭ ‬تيار‭ ‬شوفيني‭ ‬شعبوي‭ ‬معادٍ‭ ‬للمسلمين،‭ ‬يتهمهم‭ ‬بتقويض‭ ‬الحضارة‭ ‬الغربية،‭ ‬وضرب‭ ‬مصالح‭ ‬شعوبها‭. ‬ولا‭ ‬يفتأ‭ ‬هذا‭ ‬التيار‭ ‬عن‭ ‬تأليب‭ ‬السياسيين‭ ‬والفاعلين‭ ‬الغربيين‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام،‭ ‬وتخويفهم‭ ‬منه،‭ ‬ودعوتهم‭ ‬إلى‭ ‬الحزم‭ ‬في‭ ‬مواجهته،‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬‮«‬الإرهابيون‮»‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬مزايدات‭ ‬كلامية‭ ‬واستفزازات‭ ‬إعلامية‭.‬
والمتطرفون‭ ‬من‭ ‬الجانبين؛‭ ‬لا‭ ‬يتورعون‭ ‬عن‭ ‬استقطاب‭ ‬الأتباع،‭ ‬بالخطاب‭ ‬المضلل،‭ ‬والإغراء،‭ ‬والتخويف،‭ ‬واستغلال‭ ‬العاطفة‭ ‬الدينية‭ ‬والقومية،‭ ‬للزج‭ ‬بالجميع‭ ‬في‭ ‬صراعات‭ ‬دينية،‭ ‬وترسيخ‭ ‬فكرة‭ ‬الصراع‭ ‬الحضاري،‭ ‬بدل‭ ‬التعايش‭ ‬الحضاري،‭ ‬وكل‭ ‬طائفة‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬فرض‭ ‬آرائها‭ ‬ورفض‭ ‬كل‭ ‬رأي‭ ‬مخالف‭. ‬
المبادرات‭ ‬الدولية‭ ‬
كانت‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬داعية‭ ‬حوار،‭ ‬وجهت‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬لقضايا‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬يتأسس‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬الحضاري‭ ‬وقيم‭ ‬التسامح‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلاف‭.‬
‭ ‬وخلال‭ ‬السنوات‭ ‬الست‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ولاية‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬العيسى‭ ‬كثفت‭ ‬الرابطة‭ ‬جهودها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تعاظم‭ ‬شأنها،‭ ‬والتي‭ ‬تنذر‭ ‬بالصراع‭ ‬وتهدد‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭. ‬
‭  ‬واصلت‭ ‬الرابطة‭ ‬ما‭ ‬قطعته‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬استتباب‭ ‬الأمن‭ ‬ومحاربة‭ ‬التطرف‭ ‬والتعصب،‭ ‬وأولت‭ ‬الانفتاح‭ ‬والتعايش‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬وصححت‭ ‬الفهم‭ ‬الخاطئ‭ ‬للإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬إيمانًا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬ترسيخ‭ ‬التفاهم‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬هو‭ ‬مسؤولية‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬يقتسم‭ ‬الحياة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬مع‭ ‬غيره‭. ‬
وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬الرابطة‭ ‬مبادرات‭ ‬دولية،‭ ‬تخدم‭ ‬غاياتها،‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬والحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬منها‭:‬
وثيقة‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭: ‬أصدرتها‭ ‬الرابطة‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬مايو‭ ‬2019،‭ ‬أثناء‭ ‬انعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬حول‭ ‬قيم‭ ‬الوسطية‭ ‬والاعتدال‭ ‬الذي‭ ‬نظمته‭ ‬الرابطة‭ ‬في‭ ‬مكة‭. ‬والغاية‭ ‬منها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والأحكام‭ ‬النمطية‭ ‬الخاطئة؛‭ ‬وتصحيح‭ ‬المغالطات‭ ‬التي‭ ‬ألصقت‭ ‬بالإسلام‭.‬‭ ‬وتنص‭ ‬‮«‬الوثيقة‮»‬‭ ‬على‭ ‬تأصيل‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭ ‬والمذاهب‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وعلى‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والظلم‭ ‬والقهر،‭ ‬والتصدي‭ ‬لكل‭ ‬أسباب‭ ‬الصراع‭ ‬والصدام‭ ‬المفضي‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬وترسيخ‭ ‬الكراهية،‭ ‬واستنبات‭ ‬العداء‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب،‭ ‬ويحول‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬مطلب‭ ‬العيش‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬وسلام‭.‬
مبادرة‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭.. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالمٍ‭ ‬أكثرَ‭ ‬تفاهماً‭ ‬وسلاماً،‭ ‬ومجتمعاتٍ‭ ‬أكثرَ‭ ‬وئاماً‭ ‬واندماجاً‭: ‬تفعيلاً‭ ‬لمضامين‭ ‬‮«‬وثيقة‭ ‬مكة‮»‬،‭ ‬أطلقت‭ ‬الرابطة‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬الفاضلة‭ ‬المركوزة‭ ‬في‭ ‬جوهر‭ ‬النفس‭ ‬البشرية،‭ ‬والمشتركة‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬والشعوب،‭ ‬وتتضمن‭ ‬برامج‭ ‬عملية‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬الرابطة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أتباع‭ ‬الأديان‭ ‬والثقافات‭.‬
مبادرة‭ ‬تحصين‭ ‬الشباب‭ ‬ضد‭ ‬التطرف‭: ‬
أطلقتها‭ ‬الرابطة‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬نظمته‭ ‬الرابطة‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بجنيف‭ ‬يوم‭ ‬19‭ ‬فبراير‭ ‬2020م‭.  ‬وتتوسل‭ ‬الخطة‭ ‬لتحقيق‭ ‬غايتها،‭ ‬بالتربية‭ ‬الأسرية‭ ‬والمدرسية‭ ‬والدينية،‭ ‬للتوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬تفاعلية‭ ‬ترسخ‭ ‬تقدير‭ ‬الاختلاف‭ ‬والحوار‭ ‬والفكر‭ ‬النقدي،‭ ‬وتثمن‭ ‬التعدد‭ ‬الثقافي،‭ ‬لأجل‭ ‬بناء‭ ‬عالم‭ ‬محصن‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭ ‬الفكرية،‭ ‬كما‭ ‬يعول‭ ‬على‭ ‬الإسهام‭ ‬الهام‭ ‬للخطاب‭ ‬الديني‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينقى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يؤجج‭ ‬الصراع‭ ‬والكراهية،‭ ‬ويثير‭ ‬العداء‭ ‬والعنصرية‭.‬
حملة‭ ‬التصدي‭ ‬للإسلاموفوبيا‭:‬
‭ ‬أطلقتها‭ ‬الرابطة‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المنصات؛‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحظر‭ ‬مروّجي‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬والمحتوى‭ ‬المسيء‭ ‬للإسلام‭. ‬بدأها‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬برسالتين‭ ‬لإدارتَي‭ ‬تويتر‭ ‬وفيس‭ ‬بوك،‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬الحملة‭ ‬تحصد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإقبال‭ ‬والدعم‭ ‬والتوقيعات‭ ‬منذ‭ ‬إطلاقها‭.‬
اتفاقيات‭ ‬عالمية‭ ‬للتعريف‭ ‬بالحضارة‭ ‬الإسلامية‭:‬
‭ ‬عقدت‭ ‬الرابطة‭ ‬اتفاقات‭ ‬مع‭ ‬مراكز‭ ‬علمية‭ ‬لإبراز‭ ‬جماليات‭ ‬فنون‭ ‬وثقافة‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وتتضمن‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادرات‭ ‬تعليمية‭ ‬وثقافية،‭ ‬والتعريف‭ ‬بالسيرة‭ ‬النبوية‭ ‬وجماليات‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬بطريقة‭ ‬صحيحة،‭ ‬وتعميق‭ ‬الصداقة‭ ‬والاندماج‭ ‬بين‭ ‬الأقليات‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومجتمعاتها،‭ ‬وإبراز‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬في‭ ‬السيرة‭ ‬النبوية‭ ‬والحضارة‭ ‬الإسلامية‭.‬
المؤتمرات
‭ ‬أما‭ ‬المؤتمرات‭ ‬واللقاءات‭ ‬فهي‭ ‬كثيرة،‭ ‬تمحورت‭ ‬أعمالها‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬على‭ ‬جانب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الأهمية،‭ ‬نذكر‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭: ‬قيم‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬والتواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬الشعوب؛‭ ‬وبناء‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭.‬
الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لإذابة‭ ‬الخلافات
كانت‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬المؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬الرابطة،‭ ‬أو‭ ‬شاركت‭ ‬فيها،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطابات‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬أهمية‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬إذابة‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬
وفي‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬بكرواتيا،‭ ‬زغرب‭ ‬8‭ ‬فبراير‭ ‬2020م،‭ ‬أكد‭ ‬معاليه‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬أن‭ ‬التنوع‭ ‬الإنساني‭ ‬الذي‭ ‬يرتكز‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬يصبح‭ ‬‮«‬مصدر‭ ‬إثراء‭ ‬كبير‭ ‬وشامل،‭ ‬وقوة‭ ‬عالمنا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التنوع‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬قوة‭ ‬البلدان‭ ‬ويزيدها‭ ‬مناعة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬رهين‭ ‬بتفعيل‭ ‬قيم‭ ‬المحبة‭ ‬والسماحة‭ ‬والتسامح‭. ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيم‭ ‬الأُخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تلغِيْ‭ ‬الحواجز‭ ‬السلبية‭ ‬وتردم‭ ‬فجواتها،‭ ‬وتُسهل‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتعاون،‭ ‬فالإنسانيةُ‭ ‬تمتلك‭ ‬قيماً‭ ‬مشتركة‭ ‬تكفيها‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬والوئام‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭.‬
التواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬لأجل‭ ‬الحوار‭ ‬
في‭ ‬مؤتمر‭ ‬التواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬وأمريكا‭ ‬بنيويورك‭ ‬يوم‭ ‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017م،‭ ‬ذكر‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التوجيهية‭ ‬أن‭ ‬الاختلاف‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬سنة‭ ‬إلهية،‭ ‬فينبغي‭ ‬احترام‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬الاختلاف،‭ ‬احترامًا‭ ‬للإرادة‭ ‬الإلهية،‭ ‬‮«‬ولا‭ ‬نكره‭ ‬غيرنا‭ ‬على‭ ‬رأينا‮»‬‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬توظيفه‭ ‬بحكمة‭ ‬ووعي،‭ ‬‮«‬لنصل‭ ‬للصواب‭ ‬الذي‭ ‬نريده‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬كان‮»‬،‭ ‬‮«‬وإلا‭ ‬ستعيش‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬صراع‭ ‬دائم‮»‬‭. ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬التعايش‭ ‬الحضاري‭ ‬الذي‭ ‬يتأسس‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬سنة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتنوع،‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬ديني‭ ‬ولا‭ ‬مذهبي‭ ‬ولا‭ ‬فكري،‭ ‬يخدم‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة،‭ ‬والإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬ويرسخ‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والأمن‭ ‬لينعم‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬خلق‭ ‬الله‭. ‬
وفي‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الافتتاح‭ ‬لمؤتمر‭ ‬التواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬بأمريكا،‭ ‬أعلن‭ ‬للمشاركين‭ ‬أن‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬تحمل‭ ‬رسالة‭ ‬إنسانية‭ ‬عالمية،‭ ‬تدعو‭ ‬فيها‭ ‬للتواصل‭ ‬والتفاهم‭ ‬والتقارب،‭ ‬لخدمة‭ ‬المصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬مذكرًا‭ ‬إياهم‭ ‬بأن‭ ‬التواصل‭ ‬الممتد‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬بين‭ ‬العالمين‭ ‬الإسلامي‭ ‬والغربي‭ ‬والتبادل‭ ‬بينهما،‭ ‬دليل‭ ‬قوي‭ ‬على‭ ‬بطلان‭ ‬نظرية‭ ‬صراع‭ ‬الحضارات‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬نعرة‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وقطع‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬والحوار‭ ‬بينها‭.‬
بناء‭ ‬السلم‭ ‬العالمي
‭ ‬يحتل‭ ‬السلم‭ ‬العالمي‭ ‬مكانة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الرابطة،‭ ‬ومنذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬كرّست‭ ‬نفسها‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام،‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬السلام‭ ‬والعدل،‭ ‬فأقامت‭ ‬المناشط‭ ‬والبرامج‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬التي‭ ‬تدافع‭ ‬عن‭ ‬السلام‭ ‬والأمن،‭ ‬وتبني‭ ‬قنوات‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التعايش‭ ‬الإيجابي،‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة،‭ ‬والتصدي‭ ‬لنظريات‭ ‬الصراع‭ ‬الحضاري‭. ‬‮«‬فأحداث‭ ‬التاريخ‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬بكوارث‭ ‬مفزعة‭ ‬للصراع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬داعية‭ ‬لنظرية‭ ‬تلاقٍ‭ ‬وتواصل‭ ‬وتعاون‭ ‬بل‭ ‬وتحالف‭ ‬الحضارات‭ ‬لا‭ ‬لصراعها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬التواصل‭ ‬الحضاري‭ (‬17‭ ‬سبتمبر‭ ‬2017‭).‬
وخلال‭ ‬افتتاح‭ ‬مؤتمر‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬في‭ ‬غانا‭ (‬1‭ ‬يوليو‭ ‬2019‭)‬،‭ ‬أكد‭ ‬معالي‭ ‬الدكتور‭ ‬العيسى،‭ ‬أن‭ ‬القيم‭ ‬المشتركة‭ ‬توجه‭ ‬الحياة‭ ‬لتسير‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬سوي‭ ‬يسعد‭ ‬به‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬وئامهم‭ ‬وسلامهم،‭ ‬وفي‭ ‬رقيهم‭ ‬وتنميتهم‭. ‬وأن‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬يتأسس‭ ‬حين‭ ‬تسود‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬عنصر‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬المرسخة‭ ‬للسلم‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاليمه‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬صحة‭ ‬إيمان‭ ‬الفرد‭ ‬بمحبة‭ ‬الخير‭ ‬للآخرين،‭ ‬مثلما‭ ‬يحب‭ ‬ذلك‭ ‬لنفسه،‭ ‬كما‭ ‬يأمر‭ ‬بالبر‭ ‬والإحسان‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬والعدل‭ ‬مع‭ ‬الجميع‭ ‬أيًا‭ ‬كانت‭ ‬أديانهم‭ ‬وأعراقهم‭. ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬أحوج‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬إلى‭ ‬تفعيل‭ ‬منطقة‭ ‬المشتركات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يكفي‭ ‬بعضها‭ ‬لإحلال‭ ‬السلام‭ ‬والوئام‭ ‬المنشودِ‭ ‬حول‭ ‬العالم‭.‬
الأهداف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭ ‬
إذا‭ ‬كانت‭ ‬الأهداف‭ ‬العامة‭ ‬المتوخاة‭ ‬من‭ ‬خطط‭ ‬الرابطة‭ ‬وعملها‭ ‬هو‭ ‬إقرار‭ ‬السلم‭ ‬العالمي،‭ ‬وتأسيس‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬فإن‭ ‬الرابطة‭ ‬قد‭ ‬خططت‭ ‬أيضا‭ ‬لبلوغ‭ ‬أهداف‭ ‬إجرائية‭ ‬دقيقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأفراد‭. ‬وأهم‭ ‬هدفين‭ ‬تحرص‭ ‬عليهما‭ ‬الرابطة،‭ ‬هما‭: ‬تحقيق‭ ‬المواطنة‭ ‬الدامجة،‭ ‬وتحصين‭ ‬الأفراد‭.‬
المواطنة‭ ‬الدامجة
تميز‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬بالحدود‭ ‬المفتوحة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬للتبادل‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والثقافي،‭ ‬فاستوطنت‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬بلدان‭ ‬الغرب‭ ‬الأوروبي‭ ‬وأمريكا،‭ ‬فتشكلت‭ ‬جاليات‭ ‬إسلامية،‭ ‬وانتقلت‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإسلام‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬التجاور‭ ‬إلى‭ ‬التداخل‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ترتبت‭ ‬عنه‭ ‬نتائج‭ ‬مختلفة‭ ‬متضاربة‭ ‬أحيانًا،‭ ‬فإقامة‭ ‬الجاليات‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬جلبت‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬المنافع‭ ‬للطرفين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مؤشرات‭ ‬العنصرية‭ ‬والعزلة‭ ‬أخذت‭ ‬تظهر‭ ‬للملاحظين،‭ ‬وتهدد‭ ‬سلامة‭ ‬استقرار‭ ‬وأمن‭ ‬الجاليات‭. ‬
‭ ‬لذلك‭ ‬دعا‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬زغرب،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إدماج‭ ‬الجاليات‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الحاضنة،‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الحكومات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬فك‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬الجاليات‭ ‬لإدماجها،‭ ‬
لقطع‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬والتنظيمات‭ ‬التي‭ ‬تحاول‭ ‬استغلال‭ ‬عزلة‭ ‬الجاليات،‭ ‬ومن‭ ‬طرف‭ ‬الجاليات‭ ‬التي‭ ‬عليها‭ ‬احترام‭ ‬قوانين‭ ‬ودساتير‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬يستوطنونها،‭ ‬واحترام‭ ‬مؤسساتها‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬لأن‭ ‬المطالبة‭ ‬باحترام‭ ‬الخصوصية‭ ‬الدينية‭ ‬للمسلمين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬وفق‭ ‬الضوابط‭ ‬والإجراءات‭ ‬القانونية،‭ ‬وتفادي‭ ‬الانجرار‭ ‬وراء‭ ‬الدعوات‭ ‬التي‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬الارتباط‭ ‬بتنظيمات‭ ‬أو‭ ‬دول‭ ‬خارجية،‭ ‬تحاول‭ ‬التغلغل‭ ‬والتسرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬منافذ،‭ ‬أهمها‭ ‬تمويل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الدينية‭ ‬واستيراد‭ ‬الفتوى‭ ‬والأفكار‭ ‬الدينية‭ ‬خارج‭ ‬ظرفيتها‭ ‬المكانية،‭ ‬فلكل‭ ‬بلد‭ ‬صيغتَهُ‭ ‬الدينية‭ ‬الاجتهادية‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬ظرفيته‭ ‬الخاصة‭.‬
التحصين
‭ ‬تبذل‭ ‬الرابطة‭ ‬جهودًا‭ ‬كبيرةً‭ ‬لإيضاح‭ ‬حقيقة‭ ‬الإسلام‭ ‬ومحاربة‭ ‬الأفكار‭ ‬المتطرفة‭ ‬والإرهابية،‭ ‬وتتوجه‭ ‬نحو‭ ‬الجاليات‭ ‬الإسلامية‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬الغرب،‭ ‬لتعزيز‭ ‬وعيها‭ ‬الديني‭ ‬والفكري،‭ ‬لضمان‭ ‬فهمها‭ ‬السليم‭ ‬للدين،‭ ‬وتصحيح‭ ‬الافتراءات‭ ‬التي‭ ‬ألصقت‭ ‬بالإسلام،‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬استغلاله‭ ‬لتحقيق‭ ‬أغراض‭ ‬سياسية،‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬الإسلام‭ ‬ولا‭ ‬مصالح‭ ‬الجاليات،‭ ‬ولا‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالمي‭. ‬وتتواصل‭ ‬الرابطة‭ ‬مع‭ ‬الجميع؛‭ ‬الجاليات‭ ‬وحكومات‭ ‬الدول‭ ‬الحاضنة‭ ‬لأجل‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬قيم‭ ‬الاعتدال‭ ‬والتسامح‭ ‬والسلام،‭ ‬وضمان‭ ‬حماية‭ ‬حقوق‭ ‬المسلمين‭ ‬التي‭ ‬تكفلها‭ ‬الدساتير‭ ‬والقوانين‭.‬‭ ‬وتدعو‭ ‬الرابطة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬والجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تربية‭ ‬النشء‭ ‬قصد‭ ‬‮«‬إيجاد‭ ‬البرامج‭ ‬الفعالة‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬الأسرة‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬عقلية‭ ‬الأطفال‭ ‬وصغار‭ ‬الشباب‭ ‬صياغة‭ ‬سليمة،‭ ‬وإيجاد‭ ‬البرامج‭ ‬الفعالة،‭ ‬وبناء‭ ‬الشراكات‭ ‬المتعددة‭ ‬لدعم‭ ‬الوئام‭ ‬الديني‭ ‬والثقافي‭ ‬والإثني‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬التنوع‮»‬‭.‬
‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يوفر‭ ‬المعلومة‭ ‬الصحيحة‭ ‬عن‭ ‬الدين،‭ ‬لمحاربة‭ ‬الفهم‭ ‬الخاطئ‭ ‬أو‭ ‬التأويل‭ ‬السلبي‭ ‬المتعمد،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬معالي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬زغرب‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬المهم‭ ‬ألا‭ ‬يقتصر‭ ‬قادة‭ ‬الأديان‭ ‬على‭ ‬مخاطبة‭ ‬الروح‭ ‬والعاطفة‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يخاطبوا‭ ‬المنطق‭ ‬والواقع،‭ ‬ليُسهموا‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬سلام‭ ‬عالمهم‭ ‬ووئام‭ ‬مجتمعاتهم‮»‬‭.‬
خلاصة‭ ‬
‭ ‬إن‭ ‬الرابطة‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬التعايش‭ ‬نظرة‭ ‬شمولية،‭ ‬وذكية،‭ ‬وتعي‭ ‬أن‭ ‬مواجهة‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وموجات‭ ‬العنصرية‭ ‬والإسلاموفوبيا،‭ ‬تستدعي‭ ‬تبني‭ ‬مقاربة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬والمعرفة‭ ‬الحقيقية‭ ‬بالآخر،‭ ‬والاشتغال‭ ‬على‭ ‬المشترك‭ ‬الإنساني‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬مع‭ ‬العناية‭ ‬بالتواصل‭ ‬الثقافي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬والتبادل‭ ‬المعرفي‭ ‬المؤسس‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الأمم،‭ ‬وهو‭ ‬شرط،‭ ‬وتصحيح‭ ‬المفهومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬ومحاربة‭ ‬التطرف،‭ ‬وتمتين‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬وتقويتها،‭ ‬لترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬يحقق‭ ‬التنمية‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتقدم‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

مجلة الرابطة - العدد 664