د‭. ‬إشراقة‭ ‬الطاهر
د‭. ‬إشراقة‭ ‬الطاهر

لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬وتوقيت‭ ‬انعقاد‭ ‬الملتقى‭ ‬الدولي‭ (‬تعزيز‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭) ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬وبخاصة‭ ‬تركيزه‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الرؤى‭ ‬والتأكيدات‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬كثيرة‭ ‬مطلوبة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاهات،‭ ‬حتى‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬ومشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬فيها‭ ‬لم‭ ‬تستثن‭ ‬في‭ ‬الأطروحات‭ ‬المقدمة‭. ‬
ولعل‭ ‬ما‭ ‬استوقفني‭ ‬في‭ ‬ملخص‭ ‬الملتقى‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الرابطة‭ ‬العدد‭ ‬‮٦٦٢‬‭ ‬ما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لرابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العيسى‭ ‬قوله‭: ‬‮«‬إن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬المسلمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عمل‭ ‬فعال‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬التمكين‮»‬‭. ‬وهذا‭ ‬الحديث‭ ‬يذهب‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬التهميش‭ ‬التي‭ ‬ربما‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭ ‬وضرورة‭  ‬الوعي‭ ‬بمطلوباتها‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬والحقوق،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاعتراف‭ ‬بدورها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة‭.‬
‭ ‬ولعل‭ ‬تحديات‭ ‬الواقع‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬نزاعات‭ ‬وحروب‭ ‬وضغوط‭ ‬اقتصادية‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬دورًا‭ ‬قويًا‭ ‬يواجه‭ ‬هشاشة‭ ‬الواقع‭ ‬المعاش،‭ ‬وهذا‭ ‬يبدأ‭ ‬بالتنشئة‭ ‬السليمة‭ ‬المعافاة‭ ‬من‭ ‬الإقصاء‭ ‬والتمييز،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬منحها‭ ‬حق‭ ‬التعليم‭ ‬والرأي‭ ‬والمشورة،‭ ‬ثم‭ ‬ينفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لتقدم‭ ‬لمجتمعها‭ ‬الدور‭ ‬المأمول‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬المهنية‭ ‬والعلمية‭ ‬وغيرها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ونموه‭. ‬
واهتداءً‭ ‬بما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭  ‬الملتقى،‭ ‬يجدر‭ ‬تنزيل‭ ‬هذه‭ ‬الرؤى‭ ‬والأفكار‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحلية‭ ‬القاعدية‭ ‬حتى‭ ‬يتنزل‭ ‬هذا‭ ‬الخطاب‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬داخل‭ ‬الأسرة‭ ‬والمجتمع‭. ‬
وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يميز‭ ‬الملتقى‭ ‬حضوره‭ ‬النوعي‭ ‬العالمي‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬بعدها‭ ‬العالمي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬وصول‭ ‬توصيات‭ ‬الملتقى‭ ‬إلى‭ ‬مساحة‭ ‬أكبر‭.  ‬
ولعل‭ ‬الإشارة‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬من‭ ‬المؤتمرين‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬السعودية‭ ‬وتصريحهم‭ ‬بغياب‭ ‬المعلومة‭ ‬والمعرفة‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الوضع‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬البلد،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أنهم‭ ‬تعرَّضوا‭ ‬لتضليل‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنقل‭ ‬متغيرات‭ ‬واقع‭ ‬المرأة‭ ‬المسلمة‭ ‬والمرأة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬بحيث‭ ‬يجهل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬حظوتها‭ ‬بالتعليم‭ ‬وتقلدها‭ ‬مناصب‭ ‬مهمة‭. ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬يجعل‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬جديرة‭ ‬بالإسهام‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬ما‭ ‬تجاهله‭ ‬الإعلام‭ ‬واهتم‭ ‬بقيادة‭ ‬المرأة‭ ‬للمركبة‭ ‬وهي‭ ‬مطلوبات‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬مجرد‭ ‬إدارة‭ ‬محرك‭. ‬
لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬بحاجة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬منوعة‭ ‬للتمكين‭ ‬وإزالة‭ ‬التهميش‭ ‬الذي‭ ‬أصابها،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يكتمل‭ ‬وفق‭ ‬هدي‭ ‬إسلامي‭ ‬يحفظ‭ ‬المرأة‭ ‬ويحفظ‭ ‬جهودها‭. ‬
وعلينا‭ ‬التأكيد‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬من‭ ‬نهوض‭ ‬نوعي‭ ‬لدور‭ ‬المرأة‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬يقوم‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬وعيها‭ ‬الإسلامي‭ ‬أولاً،‭ ‬وهي‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬للاهتداء‭ ‬بالتجارب‭ ‬والخبرات‭ ‬العالمية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العلمي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والإنتاجي‭. ‬
نثمِّن‭ ‬جهود‭ ‬رابطة‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬لتنظيمها‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الملتقيات‭ ‬ذات‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تتسم‭ ‬بالجدة‭ ‬والحيوية،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬مرونة‭ ‬ومواكبة‭ ‬الرابطة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬نمو‭ ‬وتطور‭ ‬المجتمع‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬